Razzaq Alwaan on "Doors And Windows" (June 2000)


((أبواب ونوافذ)) الفنانة التشكيلية الأردنية غادة دحدله اكتشاف الذات.. و اختزال.. الكتلة و الفراغ


في ((أبواب ونوافذ)) الفنانة التشكيلية الأردنية غادة دحدله, اكتشاف الذات… و صارت المرأة في كنف اللوحة أسرار لونية, خطوطا و قصص و محاكاة ((مواضيع)) ضمن علاقات ذهنية, باطنية, اختزنت في اعمالها انعكاسات مرئية داخل الحوار- و الاختزال- بين الكتلة و الفراغ برؤى بصرية, فكرية, انطباعية بلغة التجريد و الذبذبات البصرية و تكراراتها بإتجاه إشارات تقنية, اضاءة بالملمسية و غنائياتها و بمهارات, اكتنازات, و رغبات مخلصة ذكية.

و تناولت الفنانة عبر (38) لوحة بأحجام مختلفة في معرضها الشخصي السابع الذي افتتحته الاميرة ماجدة رعد في معهد ثربانتس- المركز الثقافي الاسباني- وسط احتفالية بـ (لوحة المرأة) حضرها نخبة من الفنانين و النقاد و التشكيليين و يستمر لاواخر حزيران الجاري.. تناولت تأهلا في المهارة و اصرار المواصلة و كد و مكابدة, و بسرد بصري و خطاب فني مكتوب بعناية داخل نسيج العقول, الوجوه, البوابات, المربعات بأشكال هندسة و بقراءة ((النص)) تركيبة اللوحة.. احتفال بسعادة اللوحة, كحركة تشكيلية إلى هذا الفن بمفرداته التشكيلية بايما ءاتها. صورها برموز الترابط العضوي للرؤية البصرية المتداخلة في عمق اللوحة نفسها- و في لوحات غادة دعوة استقطاب العين الأخرى بالرؤية و تحويلها إلى رؤى باليات الإقتراب. الابتعاد و التفسير الرمزي المباشر, بتأويل التشكيل و التوغل في عمق لوحة تبتعد عن شكلها التقليدي, الإنطباعي- منجزها الإبداعي- اختياراتها الحسية, المرهفة بالشعر و الموسيقى و التوجه صوب اللوحة الجدارية باستلهام روحي مقدس و ذلك ((الوجع)) الفاضح نفسه, غربة اغتراب و أسرار عشق, انبعاث في تشكيلية خطابية تحمل البعد الفني الإنساني –الصوري المباشر- عبر طاقة الفراغ و حركته النابضة المختزلة فيض عاطفة و نور.

و تستلهم غادة دحدله الذي يضاف اسمها في خارطة التشكيل الأردني النسوي للفنانات فخر النساء زيد, وجدان علي, سهى شومان, هند ناصر, رلى الشقيري, نوال العبدالله, جانيت جنلاط, أوفيميا رزق, سامية الزور, و منى السعودي و استطاعت عن تجربتها الفنية ان ترسم الحياة من داخل أشيائها باستنباط الموروث الإنساني المسور بالحضارة و ما بعدالحداثة في اللوحة, كأسلوب اعتمدته من خلال رؤيتها للفن الأوروبي و اعتماد لغة ميليه ((الفن انه صراع)) و اكتساب الخبرة اللغوية- نص اللوحة- اكتشاف- الموضوع و العبور بمغامرة اللون... التي منحت لوحاتها خصوصية لونية و الاستثمار للازرق, الاخضر, الاصفر لتكون نصوصا ملحمية و سواها من علوم, اقوال و قصص اشعار واغان تنسكب داخل الروح بتوظيف يبدأ بالمقلة الاولى و ينتهي في الشيء و هي محمولة من فكر, و اللون عندها سحر و جمال و دلالة و مغامرة لونية تنفلت, تتحول لمفهوم انتباهة في الشكل و الملمح و اشارات تعطي للوحة الأردنية النسوية ازدهار و ارتباط اللوحة بالحضارة و الإنسان, هواجسه, ارهاصاته, و ذلك الانبعاث المكتوب من داخل على شكل شذرات و الالتفات لذات و لوحة قصيدة ترسم, تكتب نفسها باهتمام ثقافة فن واكتراث.

و الفنانة غادة دحدلة خريجة الكلية التقنية المركزية للفنون في تورنتو كندا عام 1984 قامت (6) معارض شخصية في الأردن وكندا و (20) معرضا في كندا, ولندن والمانيا و عمان, و يشكل معرضها الاخير اختزال تجربة وموهبة امرأة اختارتها اللوحة لوحة واستنطاق اثر لتوقظ حجرا.

رزاق علوان
العرب اليوم